عندما يكون لدى الطفل رد فعل تحسسي، فهو يكون نتيجة استجابة غير ملائمة من قبل جهازه المناعي، حيث أن جهاز المناعة مبرمج لمحاربة المرض، ولكن في بعض الأحيان يتفاعل مع مادة غير ضارة، مثل حبوب اللقاح، كما لو كان طفيليًا أو فيروسًا أو بكتيريا غزيرة، ويقوم نظام المناعة بإفراز البروتينات الواقية التي تسمى الأجسام المضادة، هذا الإنتاج الزائد يسبب تورمًا وتهيجًا للأنسجة في الممرات الأنفية على سبيل المثال، ويمكن لرد فعل طفلك التحسسي أن يتكرر عندما يتعرض لأي شيء يسببه.
كما يمكن أن يصاب الطفل بالحساسية الوراثية، فعلى سبيل المثال، إذا كنت تعاني من حساسية من البنسلين، فقد يصاب طفلك بالحساسية على الرغم من أنه قد لا يكون لديه حساسية من البنسلين في الاساس .
* هل يمكنك معرفة الفرق بين نزلات البرد والحساسية؟ بالتاكيد انه امر ليس من السهل، لأن الأعراض متشابهة على الطفل، لذلك عليك أن تعرف على الأعراض التالية لتساعدك في التمييز بين الاصابة بنزلات البرد والحساسية :
- بالنسبة للجهاز التنفسي العلوي :
قد يكون سيلان الأنف ذو التفريغ الأنفي الغائم والحمى بارداً، وهذه الاعراض يجب أن تختفي في غضون أسبوع أو نحو ذلك، إذا كان الطفل مصاب بالانفلونزا، لكن التصريف الأنفي المستمر والرقيق والمائي قد يشير إلى الحساسية.
اما إذا حدث لطفلك تفاعل أرجي نادر وشديد يسمى التأق والذى ينتج عنه انتفاخ سريع في المجاري التنفسية للرضيع، مما يمنع الطفل من التنفس أو البلع، فان تلك الاعراض تستلزم منك استشارة الطبيب على الفور .
- بالنسبة للجهاز التنفسي السفلي:
فان السعال والأزيز ( وهو التنفس الصاخب الذي يصنع فيه الطفل صوت صفير) شائع عند الرضع والأطفال الصغار، حيث يتوفر لدى الأطفال مجاري هواء صغيرة وحساسة في رئتيهم، وعندما تنتفخ المجاري التنفسية نتيجة لفيروس الجهاز التنفسي، يميل الأطفال إلى السعال أو التنفس، وفي بعض الأحيان يكون السعال والصفير نتيجة للربو، وهو مرض تنفسي أقل يصيب حوالي 15فى المئة من الأطفال في الولايات المتحدة.
اما الرضع فهم عرضة لحساسية فيروسات الجهاز التنفسي ولديهم صعوبة في التخلص من السعال أو نزلات البرد، ردا على المواد المسببة للحساسية والفيروسات، حيث أن عضلات الممرات الهوائية لدى الأطفال لديها تشنج وتنتفخ، مما يؤدي إلى سعال جاف، وهذا يمكن أن يتقدم إلى الصفير.
وقد يكون الصفير خطيراً في الطفل الصغير لأنه مؤشر على أن الطفل يعاني من صعوبة في التنفس، فإذا كنت تظن أن طفلك قد يكون أزيزًا، فاحرص على ما إذا كان تنفسه صاخبًا عندما يتنفس أو يخرج، سواء كان مصًا في صدره أو بطنه أو يشعل أنفه للتنفس، وما إذا كان يبدو غير مريح، فإذا كنت تعتقد أن طفلك يظهر عليه أيًا من هذه الأعراض، فاتصل بطبيبك على الفور.
* العيون:
التهاب الملتحمة، أو الوردي، هي حالة تسببها كل من الحساسية والفيروسات، أعراضها هي عين حمراء وإفرازات تؤدي إلى غلق العين في الصباح، ولا يبدو التهاب الملتحمة التحسسي مختلفًا تمامًا عن الوردية التي يسببها فيروس، لذا سيحتاج طبيب الأطفال الخاص بك إلى إجراء التشخيص.
هناك على أية حال، بعض الأشياء التي قد تلاحظها والتي هي أكثر تحديدًا للحيوان الوردي الناجم عن الحساسية، فقد يفرك الأطفال الذين يعانون من الحساسية عيونهم بشكل متكرر ( حيث تميل حساسية العين إلى الحكة)، وتمزق بشكل مفرط، وتكون الدوائر السوداء تحت العينين، وتكون سريعة الانفعال.
* الجلد:
الأطفال حديثي الولادة عرضة للطفح الجلدي، ولكن معظم الطفح الجلدي يختفي عندما يكون عمر الطفل شهرين أو ثلاث، هذا هو الوقت الذي يظهر فيه الطفح التحسسي الأكثر شيوعًا وهو التهاب الجلد التأتبي، أو الأكزيما، وبالنسبة للعديد من الأطفال، يعد هذا أول علامة تحذيرية لاحتمال اصابة الطفل بحساسية الجلد، فالأكزيما هي طفح أحمر، متقشر، وأحيانًا ينزف ويمكن أن يصاب به الطفل في خدوده اوجذعه وذراعيه وساقيه، أما في الأطفال الصغار والأطفال الأكبر سنًا، تظهر على أنها بقع جافة وتحدث حكة في الجلد، وعادة ما تكون على الرقبة والمعصمين والكاحلين، وفي التجاعيد من المرفقين والركبتين.
- التهاب الجلد التماسي هو طفح تحسسي ناتج عن رد فعل للصابون أو المنظفات أو الملابس الصوفية أو اللبلاب السام أو أي مهيج آخر قد لمس جسم الطفل، والطفح التحسسي التقليدي الذي يصاحبه الحكّ يشبه الخلية النحيلة، ونادرًا نسبياً عند الرضع، وعندما يحدث عادةً ما يكون أصغر من الأطفال والبالغين الأكبر سنًا، وعادةً ما يكون طوله أقل من بوصة واحدة .
* المعدة:
يمكن أن تتسبب الفيروسات في الاصابة بالقيء والإسهال واضطراب المعدة والغثيان، ولكن هذه الأعراض يمكن أن تنتج أيضًا عن الحساسية عند الأطفال، فقد يعاني الأطفال المصابون بالحساسية البيئية من أمراض المعدة نتيجة البلعوم الذي قد يسبب تهيج المعدة.
* تاثير الحساسية عند الأطفال على السلوك:
يمكن أن تنتج الحساسية عند الأطفال عن مشاكل في الأكل والنوم، أو التهيج من الحساسية، فقد يكون طفلك التحسسي صعبًا وغير مريح، وعادةً ما يكون ذلك بسبب احتقان مزمن أو ألم في البطن أو حكة في الجلد أو بسبب حساسية العيون أو الأنف.
* آخر دليل للتعرف على الحساسية :
يصاب الأطفال عادة بنزلات البرد في الشتاء، ولكن الحساسية الداخلية (مثل حساسية عث الغبار) قد تكون موجودة طوال العام، ويمكن للحساسية الغذائية أن تظهر نفسها في أي وقت من بضع دقائق إلى بضع ساعات بعد تناول الطعام المخالف، وبالنسبة للاصابة بحمى القش الموسمية فهي الأكثر شيوعًا في الربيع أو الخريف، ولكنها لا تصيب عادةً الأطفال.
إذا كان طفلك يعاني من الحساسية، فستحتاج إلى تخفيف أعراضه وتقليل فرص تكرارها عن طريق إجراء تغييرات في بيئته، ومن علاجات الحساسية عند الأطفال المعتادة ما يلى :
- مرطبات الجلد أو كريم هيدروكورتيزون 1 في المائة للإكزيما والطفح الجلدي الحساسية الأخر.
- مضادات الهيستامين عن طريق الفم، للتخفيف السريع من أعراض الطفل الأكبر سنًا .
هناك أخبار جيدة للرضع الذين يعانون من الحساسية، وهى انه قد وافقت إدارة الغذاء والدواء مؤخرا على مضادات الهيستامين Zyrtec لعلاج الحساسية على مدار السنة عند الرضع بعمر 6 أشهر، فهو المضاد الأول والوحيد المضاد للهستامين والذي تم إثباته مع التجارب السريرية ليكون آمناً على الرضع .
الحساسية عند الأطفال عادة ما تصبح أسوأ ما لم تتعرض لمسببات الحساسية، فإذا تمكنت من القضاء على تعرض الطفل لأي سبب يتسبب في رد فعله الحساسية عند الأطفال لمدة ستة أشهر على الأقل، فسوف ينسى جسده بشكل أساسي تلك الاصابة ،ومع ذلك فغالباً ما يكون من الصعب تحديد ما يسبب الحساسية، ويجب أن تبقي يوميات حذرة من أي أعراض تحدث وتحذر من الاوقات التي تحدث فيها الاصابة بالحساسية، فقد تحدث الاصابة بسبب حيوانًا أليفًا خاصًا، أو مادة ملابس، أو طعام، أو غرفة في منزلك .
يمكن إجراء اختبار الحساسية عند الأطفال، إما عن طريق فحص الدم أو الجلد، وذلك على الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن شهرين، ولكن من الصعب تفسير نتائج الاختبار لدى الأطفال الاكبر سنا لأن نظامهم المناعي لا يزال غير ناضج، لذلك حاول تقليل تعرض الطفل لبعض مسببات الحساسية الشائعة قبل اللجوء إلى الاختبار من خلال:
1- تغطية المراتب والوسائد بأغطية واقية من عث الغبار .
2- ابعاد الحيوانات الاليفة عن المنزل .
3- استخدام مساحيق غسيل عديمة الرائحة لعدم الاصابة بالحساسية .
أما إذا كانت الحساسية موجودة في عائلتك، فهناك إجراءات يمكن أن تتخذها لمساعدة طفلك على تجنب الحساسية:
أهمها إرضاع طفلك لمدة ستة أشهر على الأقل، فهناك فوائد متعددة للرضاعة الطبيعية إذا كنت تتجنب تناول الأطعمة المسببة للحساسية بما في ذلك الحليب والبيض والأسماك والمكسرات.
* تقليل تعرض الطفل لمسببات الحساسية الشائعة عن طريق خلق بيئة مضادة للحساسية للطفل:
1- لا تسمح بالتدخين في منزلك
2- استخدم أغطية المراتب وأغطية الوسائد المقاومة للأتربة
3- نظف بانتظام لتقليل تركيز الغبار والعفن والريش في منزلك
4- تجنب السجاد الذي يمتلئ بالاتربة وخصوصا في غرف الأطفال .
5- حافظ على منزلك خالية من الحيوانات الأليفة إن أمكن .